اسم الکتاب : حسن البنا - الرجل القرآني المؤلف : روبيرت جاكسون الجزء : 1 صفحة : 26
غير أن الظروف السياسية في مصر سرعان ما تغيرت وأمكن أن يكشف التحقيق في بعض القضايا بطلان كثير مما وصمت به دعوة الإخوان المسلمين من ادعاءات، وأن يبرأ جانب هذا الرجل بالذات فيبدو نَقِيًّا طَاهِرًا.
وكنت قد التقيت الرجل في القاهرة سنة 1946 ثم عدت إلى القاهرة مرة أخرى سنة 1949 بعد أن قضى، وحاولت أن أتصل ببعض الدوائر التي تعرفه فسمعت الكثير مما صدق نظرتي الأولى إليه.
فقد علمت أنه كان في أيامه الأخيرة يحس بالموت وكان الكثير من محبيه ينصحه بالهجرة أو الفرار، أو اللياذ بتقية أو خفية، فكان يبتسم للذين يقصون عليه هذه القصة وينشد لهم شعرا قديمًا:
أَيُّ يَوْمِي مِنَ المَوْتِ أَفِرْ ... يَوْمَ لاَ قَدَرَ أَمْ يَوْمٌ قُدِرْ
يَوْمٌ قُدِّرَ لاَ أَرْهَبُهُ وَمِنَ ... المَقْدُورِ لاَ يَنْجُو الحَذِرْ
وكان لا يني لحظة عن محاولة استخلاص أنصاره من الأسر، وكان يبلغ به الأمر مبلغه، فيستيقظ في الليل، ويضع كلتا يديه على أذنيه ويقول: «إنني أسمع صياح الأطفال الذين غاب آباؤهم في المعتقلات».
اسم الکتاب : حسن البنا - الرجل القرآني المؤلف : روبيرت جاكسون الجزء : 1 صفحة : 26