قال ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (1/ 253 - 254 رقم 417): "رحل إلى المشرق .. وكان يعلن بالاستطاعة، وكان في بدء أمره صديقًا لمحمد بن وضاح، ثم لمّا تبيّن أمره لابن وضاح هجره.
وأخبرني سليمان بن أيوب، قال: حدثني أبو بكر بن السمينة، قال: لمّا مات خليل، أتى أبو مروان ابن أبي عيسى وجماعةٌ من الفقهاء، وأُخرجت كتبه وأُحرقت بالنار، إلا ما كان من كتب المسائل. وكان خليل مشهورًا بالقدر لا يتستّر به.
أخبرني أبو بكر عباس بن أصبغ، قال: أخبرني بعض أصحابنا عن أحمد بن بقي، قال: سمعت أبا عبيدة يقول: حضرت الشيخ (يعني بقيّا)، وقد أتاه خليل. فقال له بقيّ: أسألك عن أربع، فقال: ما هي؟ قال: ما تقول في الميزان؟ قال: عدل الله (ونفى أن تكون له كفتان). فقال له: ما تقول في الصراط؟ فقال: الطريق (يريد الإِسلام)، فمن استقام عليه نجا. فقال له: فما تقول في القرآن؛ فلجلج ولم يقل شيئًا، وكأنه ذهب إلى أنه مخلوق. فقال له: ما تقول في القدر؟ فقال: أقول: إن الخير من عند الله، والشر من عند الرجل. فقال له بقيّ: والله لولا حالة لأشرت بسفك دمك، ولكن قُمْ، فلا أراك في مجلسي بعد هذا الوقت".