responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 57
القراءة والكتابة، وكانت حفصة قد تعلمت ذلك من الشفاء العدوية [1]. وهناك بعض الصحابيات [2] الأخر اللواتي كن تعلمن القراءة والكتابة.

من حكم تعدد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وقد اقتضت إرادة الله تعالى، والمصالح الدينية والدعوية أن تتعدد زوجاته - صلى الله عليه وسلم - وتتعدد صلات المصاهرات بينه وبين مختلف القبائل في الجزيرة العربية، ولعل أكبر مصلحة دينية ودعوية في تعدد أزواجه - صلى الله عليه وسلم -، وزواجه من عائشة في السن المبكر هو أن مئات من الرجال قد سنحت لهم الفرصة لنيل شرف صحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فاقتبسوا من أنوار فيوضه، وارتووا من منهله العذب الفياض، واستضاؤوا من أنواره، وبلغوا قمة العز والسعادة والشرف.
أما النساء فلم يتيسر لهن ذلك، ولم تتوافر لديهن هذه الفرصة، نظرا إلى الفرق في الفطرة والجبلة، وبالتالي فكان حظهن أقل بكثير من حظ الرجال ونصيبهم، إلا الزوجات المطهرات، فقد متعهن الله تعالى بهذه النعمة الكبيرة، وأكرمهن بهذه العادة العظيمة، وكان بإمكانهن أن يشاركن الرجال في هذه السعادة، ثم يقمن ببث هذه السعادة ونشرها وإبلاغها إلى صنف النساء، ويكن سفراءه - صلى الله عليه وسلم - إلى سائر نساء العالم، ويقمن بإعادة سيرته المطهرة، ينشرن تفاصيلها للناس، كأن الوحي لم ينقطع، وكأنهن من أنواره في شمس لا يلم بها أفول. هذا وقد كانت الأزواج المطهرات اللاتي تزوجهن الرسول - صلى الله عليه وسلم -

[1] روى الإمام أبو داود في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى برقم 3887، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا عند حفصة، فقال لي: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 349، وابن أبي شيبة في المصنف باب من رخص في رقية النملة 5/ 43 برقم 23542، والإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 326/ 4، والإمام أحمد في مسنده 6/ 372 برقم 27140، وإسحاق بن راهويه في مسنده 1/ 78 ت د. عبد الغفور البلوشي ط: مكتبة الإيمان المدينة المنورة.
[2] قد ذكر الإمام البلاذري من هؤلاء النساء: أم كلثوم بنت عقبة، كريمة بنت المقداد، وغيرهما، انظر: فتوح البلدان للبلاذري، أمر الخط 1/ 458.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست