responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 191
وإنما غاية ما فيه هو بيان تاريخي لواقعة لا أكثر ولا أقل.
وقد سألها عقبة بن صهبان الهنائي عن تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] فقالت له: يا بني كل هؤلاء في الجنة، فأما السابق إلى الخيرات فمن مضى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن تبع وجاء من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم [1].
وأتى عمار ومعه الأشتر إلى عائشة (ض) يستأذن عليها، قال: يا أمه، فقالت: لست لك بأم، قال: بلى وإن كرهت، قالت: من هذا معك؟ قال: هذا الأشتر، قالت: أنت الذي أردت قتل ابن أختي؟ قال: قد أردت قتله وأراد قتلي، قالت: أما لو قتلته ما أفلحت أبدا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة: رجل قتل فقتل، أو رجل زنى بعد ما أحصن، أو رجل ارتد بعد إسلامه))، وفي رواية الطيالسي: ((قالت لعمار: أما أنت يا عمار فقد علمت ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل فيقتل)) [2].
وفي هذا الحديث دليل صريح على أن عائشة (ض) لم يكن هدفها من وراء هذه الجنود والجيوش وإعداد العدة والعتاد هو سفك الدماء، والتقاتل ومحاربة الناس الأبرياء، وإنما وضعت نصب عينيها منذ خرجت من مكة

[1] أخرجه الطيالسي في مسنده 1/ 209 برقم 1489، كما أخرجه الحاكم في المستدرك 462/ 2 برقم 3593، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 96/ 7، والطبراني في الأوسط 167/ 6 رقم 6094.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 6/ 205 برقم 25741، والطيالسي في مسنده 216/ 1 رقم 1543، كما أخرجه الحاكم في المستدرك 393/ 4 رقم 8039، وإسحاق بن راهويه في مسنده 913/ 3 برقم 1602.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست