responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 167
استشهاد الخليفة عثمان بن عفان (ض) وبيعة علي بن أبي طالب:
واستمر حصار الدار ثلاثة أسابيع، وأخيرا قتل الخليفة عثمان بن عفان (ض) شهيدا بيد البغاة والخوارج، ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) وبعدما استشهد عثمان (ض) لم يبق للخلافة إلا أربعة من الصحابة الذين يستأهلونها وهم طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعلي (ض)، أجمعين.
وكان الكوفيون يطلبون الزبير فلا يجدونه، والبصريون يطلبون طلحة فلا يجيبهم، والمصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم إلى الحيطان، فمضوا إلى سعد بن أبي وقاص فقالوا: إنك من أهل الشورى، فلم يقبل منهم، فرجعوا إلى علي فألحوا عليه، وأخذ الأشتر النخعي بيده فبايعه وبايعه الناس، وكان من مقدمي أصحاب علي (ض) الأشتر النخعي وعمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر، وكان بعض الناس رشحوا عبد الله بن عمر (ض)، أما بنو أمية فرشحوا للخلافة أبان بن عثمان، كما أن هناك من كانوا يذكرون عبد الرحمن بن أبي بكر. ثم بعد ثلاثة أيام بايعه جمهور أهل المدينة، إلا بعض الأشخاص.
وهذا ما حدث في الحجاز، أما الوضع السياسي في بلاد الشام فكان معاوية (ض) يحلم باستقلاله وحريته، كما أن محمد بن أبي حذيفة أعلن استقلاله بمصر، وكان الناس مذهولين بسبب حادث امستشهاد الخليفة الراشد الثالث في رحاب الحرم النبوي، وبأيدي المسلمين، تلك الحادثة المفجعة التي لم يرض بها حتى معارضو عثمان ومخالفوه، وكانت من هؤلاء عائشة أم المؤمنين (ض) كما في [1] رواية، وحاشاهم أن يتعمدوا ذلك.
وقبل هذا الحادث المدهش المذهل جاء الأشتر النخعي فقال: ((يا أم المؤمنين ما تقولين في قتل هذا الرجل؟ يعني عثمان، فقالت: معاذ الله أن آمر بسفك دم إمام المسلمين)) [2]، وقد أذاع بعض الأعداء أن السيدة عائشة (ض) كانت متورطة في هذه الحادثة. ولعلهم يبررون زعمهم الباطل هذا بما فعله

[1] الطبقات الكبرى لابن سعد جزء أهل المدينة ترجمة مروان بن الحكم.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 485.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست