اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان الجزء : 1 صفحة : 153
ظن محمد بالله عز جل لو لقيه وهذه عنده، أنفقيها [1].
وحانت اللحظة الأخيرة من حياة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، وكانت عائشة (ض) مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تقول: دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره [2] وفي رواية: ((فاستن بها كأحسن ما رأيته مستنا قط)) [3].
فكانت عائشة (ض) تعتز وتفتخر بما نالت من هذه الفضيلة والكرامة وتقول: إن من نعم الله تعالى علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته [4].
فلما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه أخذت عائشة (ض) بيده وجعلت تمسحه وتقول: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما، قالت: فنزع يده مني ثم قال: ((اللهم الرفيق الأعلى)) [5].
وكانت (ض) تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صحيح يقول: ((إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيا أو يخير، فلما اشتكى وحضره
القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: اللهم في الرفيق الأعلى، فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه [1] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 49/ 6 برقم 24268 و182/ 6 برقم 25531، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه 8/ 8 برقم 3212، وابن أبي شيبة في مصنفه 83/ 7 برقم 34371. [2] صحيح البخاري كتاب المغازي برقم 4449. [3] صحيح البخاري كتاب المغازي برقم 4451، ومسند الإمام أحمد 274/ 6 برقم 26390. [4] صحيح البخاري كتاب فرض الخمس برقم 3100، كتاب المغازي برقم 4449 و4451، وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة برقم 2443. [5] مسند الإمام أحمد 126/ 6 برقم 24990، والبخاري نحوه في صحيحه برقم 4463 كتاب المغازي.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان الجزء : 1 صفحة : 153