responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير المؤلف : الجابري، عدنان    الجزء : 1  صفحة : 24
ذلك الوقت؛ لذلك أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع من أسلم من الأنصار ليقرأ عليهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم , وذلك في هجرته الأولى إلى المدينة.

المبحث الثاني: عذابه وابتلاؤه وصبره - رضي الله عنه -:
ومما كان ظاهراً في مكة , الترصد لأتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - , لذلك بصر عثمان بن طلحة بمصعب بن عمير - رضي الله عنه - وهو يصلي , فأخبر أمه وقومه لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب والنكال , فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوسا حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى [1]. وقد خرجت أمه حين علمت بإسلامه ناشرةً شعرها , وقالت: لا ألبس خِماراً، ولا أستظلُّ، ولا أدَّهنُ ولا آكلُ طعاماً، ولا أشرب شراباً حتى تدع ما أنت عليه، فقال أخوه أبو عزيز بن عمير: يا أمه دعيني وإياه فإنه غلام عاف ولو أصابه بعض الجوع لترك ما هو عليه , ثم أخذه وحبسه [2].
ولقد مر بمصعب - رضي الله عنه - ألوانٌ من العذاب كغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - بل أشد؛ وذلك لفارق ما كان عليه في الجاهلية وما وقع عليه بعد إسلامه , فالأم التي كان لا يشغل بالها إلا ابنها من فرط حبها له, أصبحت معولاً هداماً لذلك الجسم المنعم , فلا تتردد في تعذيبه , وحرمانه مما كان عليه سابقاً , بل كانت تعين قومه

[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى ,3/ 117.
ابن عبد البر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب ,4/ 1474.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة ,5/ 175.
[2] البلاذري: جمل من أنساب الأشراف ,9/ 406. وغلام عاف أي: وافر اللحم. الخطابي: غريب الحديث , 2/ 293.
اسم الکتاب : سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير المؤلف : الجابري، عدنان    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست