responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شجرة النور الزكية في طبقات المالكية المؤلف : مخلوف، محمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 632
رياض آداب، كلها زواهر وبحار علم كلها لآلىء وجواهر. فقرأت على مَن ترجمت لهم في الماضي وهم أفاضل أمغطوا من سائر العلوم غوارب الإنتاج وأماثل فاضت بحور علومهم كما يفيض البحر المتلاطم الأمواج، اغترفوا من حياض المعارف، نمير الحقائق واقتطفوا من رياض الآداب ثمرات اللطائف والرقائق وإذ ذاك غصن الصبا بأيام السعادات مورق وبدر الشباب في سماء الكمالات مشرق وأنا خلي البال مما يشغل البلبال لا دأب لي إلا مواسم وقود العلوم في سوق عكاظها ولا شغل لي إلا اكتشاف وسائم وجوه المعاني المخبأة تحت براقع ألفاظها واقتناص الشوارد وتقييد الأوابد فعكفت على ذلك الحال، ولازمت ذلك المنوال، حتى حصلت علي رتبة التطويع بعد الاختبار من السادات النظار وهي رتبة يكون صاحبها من العدول المبرزين وممن يمكن نظمه في سلك المدرسين وذلك سنة 1307 هـ وأقرأت بالجامع المذكور الصغرى وصغرى الصغرى والعشماوية والمرشد المعين والرسالة والأجرومية والقطر والماكودي على الخلاصة من أوله إلى العطف وفي سنة 1313 هـ أسند إلى التدريس بالمنستير وفيها أسندت إلى خطة الفتوى بقابس ثم القضاء بها وفي سنة 1319 هـ أسندت إلى خطة القضاء بالمنستير وخطة الإمامة والخطابة بجامعها الكبير وفي أثناء الإقامة بفاس ألّفت مواهب الرحيم في مناقب الشيخ عبد السلام بن سليم المتوفى سنة 989 هـ وطبع وانتشر وشرعت في هذا التأليف وعرضت أثناء جمعه عوائق كثيرة وحررت رسالة في فضيلة الطب والمستشفيات وتقريرات على الأربعين الثنائيات المذكورة في طبقة التابعين غير أنها محتاجة إلى التهذيب وقد عرضت موانع تمنع من الحصول على المطلوب وإن زالت وقدر الله مهلة في الأجل وتسهيلاً في العمل فإني أستأنف ذلك والله الموفق والمعين.

صلة
1735 - اعلم أني ترجمت لنفسي فيما تقدم والمقصود هو التحدث بالنعمة والاقتداء بالسلف الصالح ونعمه جل ذكره لا تحصى ولا تعد ولا تستقصى قال عزّ من قائل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18] في روح المعاني عند قوله جلّ جلاله: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] قيل: هو من يرى عجزه عن الشكر لأن توفيقه للشكر يستدعي شكراً آخر إلى ما لا نهاية له وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله .... وإن طالت الأيام واتسع العمر

اسم الکتاب : شجرة النور الزكية في طبقات المالكية المؤلف : مخلوف، محمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 632
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست