اسم الکتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية المؤلف : أبو القاسم سعد الله الجزء : 1 صفحة : 60
الذي كان هو النائب لوالده قبله، يشنع عليه ويعلن أنه صغير السن وأن الصلاة لا تجوز وراءه من أجل ذلك. (فكان من لطف الله ورعايته أن لم يمت (حتى) جثا بين يدي جثو الصبي للمعلم) [1].
ولكن من الذي أسهم في تعليم عبد الكريم الفكون حتى نبغ واكتسب هذه المعارف كلها؟ ان هناك عدة عوامل كانت وراء ذلك. فالإضافة إلى الجو العام الذي أحدثه تلاميذ الوزان بقسنطينة، وبالإضافة إلى تردد علماء تونس والمغرب على هذه المدينة، وكذلك زيارات المشارقة سواء الذين وصلوا مع العثمانيين أو الذين وصلت أخبارهم عن طريق الحجاج - هناك قبل كل شيء المعلم الأول للفكون وهو والده. فقد كان هذا الشيخ (محمد الفكون) في مقتبل عمره عندما رزق بولده فأحاطه بعنايته من أول وهلة ورعاه بعلمه وطريقته ومكتبته. ورغم كثرة شيوخ الفكون فإن تلميذه عيسى الثعالبي الذي روى الحديث، عنه لم يذكر منهم سوى والده ويحيى الأوراسي ولكن الثعالبي أضاف كلمة (وغيرهما). ومع ذلك فإن الفكون لم يطل في ترجمة والده فنحن لا نعرف ما الذي أخذ عنه بالضبط، غير أنه يمكننا أن نتصور أنه أخذ عنه مبادىء العلوم ومراجعة المسائل التي كان الإبن يتلقاها على العلماء الآخرين في البلاد. فقد اكتفى الفكون في وصف والده بالورع والتصوف وقيام الليل والتعلق بالفقه. [1] (منشور الهداية) من 80، وهو يقصد بذلك الشيخ أحمد الميلي.
و (جثا) في الأصل (جثى) وكلمة (حتى) زائدة من عندنا.
اسم الکتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية المؤلف : أبو القاسم سعد الله الجزء : 1 صفحة : 60