قالت أمُّ حبيبة:
فلمَّا وصل المال إليَّ أرسلت إلى «أبرهة» التي بشَّرتني خمسين مثقالاً [1] من الذَّهب؛ وقلت:
إنِّي كنت أعطيتك ما أعطيت حين بشَّرتني، ولم يكن عندي يومئذٍ مالٌ ...
فما هو إلاَّ قليلٌ حتَّى جاءت «أبرهة» إليَّ وردَّت الذَّهب، وأخرجت حُقّاً [2] فيه الحليُّ الذي كنت أعطيتها إيَّاه فردَّته إليَّ أيضًا وقالت:
إنَّ الملك قد عزم عليَّ ألاَّ آخذ منك شيئًا.
وقد أمر نساءه أن يبعثن لك بكلِّ ما عندهن من الطِّيب.
فلمَّا كان الغد جاءتني بورسٍ [3]، وعودٍ [4] وعنبرٍ، ثمَّ قالت لي: [1] المثقال: ما يوزن به الذهب ونحوه. [2] الحق: بضم الحاء وعاء الطيب. [3] الورس: نباتٌ أصفرٌ يُتَّخذ منه الزعفران. [4] العود: ضربٌ من الطيب يتبخَّر به.