نزع عبد الله بن الزُّبير درعه، وشدَّ عليه سراويله، ومضى إلى الحرم لمواصلة القتال وهو يقول:
لا تفتري عن الدُّعاء لي يا أمَّه.
فرفعت كفَّيها إلى السَّماء وهي تقول:
اللَّهمَّ ارحم طول قيامه وشدَّة نحيبه في سواد اللَّيل والنَّاس نيامٌ ...
اللَّهمَّ ارحم جوعه وظمأه في هواجر المدينة ومكَّة وهو صائمٌ ...
اللَّهمَّ ارحم برَّه بأبيه وأمَّه ...
اللَّهمَّ إني قد سلَّمته لأمرك، ورضيت بما قضيت له، فأثبني عليه ثواب الصَّابرين ...
لم تغرب شمسُ ذلك اليوم إلاَّ كان عبد الله بن الزُّبير قد لحق بجوار ربِّه.
ولم يمض على مصرعه غير بضعة عشر يومًا