حدَّث ابنها عبد الله قال:
ما رأيت امرأتين قط أجود من خالتي عائشة وأمِّي أسماء، لكنَّ جودهما مختلفٌ ...
أمَّا خالتي فكانت تجمع الشَّيء إلى الشَّيء حتَّى إذا اجتمع عندها ما يكفي؛ قسمته بين ذوي الحاجات ... .
وأمَّا أمِّي فكانت لا تمسك [1] شيئًا إلى الغد ...
وكانت أسماء إلى ذلك عاقلة تحسن التَّصرف في المواقف ... الحرجة ...
من ذلك أنَّه لمَّا خرج الصِّدِّيق مهاجرًا بصحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل معه ماله كلَّه، ومقداره ستَّة آلاف درهمٍ، ولم يترك لعياله شيئًا ...
فلمَّا علم والده أبو قحافه برحيله - وكان ما يزال مشركًا - جاء إلى بيته وقال لأسماء: [1] لا تمسك شيئاً: لا تستبقي شيئاً.