أمَّا أمُّ سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
اللَّهمَّ عندك أحتسب مصيبتي هذه ...
لكنَّها لم تطب نفسها أن تقول: اللَّهمَّ أخلفني [1] فيها خيرًا منها؛ لأنَّها كانت تتساءل: ومن عساه أن يكون خيرًا لي من أبي سلمة؟!.
لكنَّها ما لبثت أن أتمَّت الدعاء ...
****
حزن المسلمون لمصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمصاب أحدٍ من قبل ...
وأطلقوا عليها اسم «أيم [2] العرب» ...
إذ لم يكن لها في المدينة أحد من ذويها غير صبية صغار كزغب القطا [3].
**** [1] اخلفني فيها خيراً منها: عوضني عنها ما هو خير منها. [2] الأيِّم: المرأة التي فقدت زوجها. [3] كزغب القطا: كفراخ القطا التي لم ينبت ريشها، والقطا: نوع من اليمام يؤثر في الصحراء مفرده قطاة.