محمد علي زيادة الفالوجي الأثري، مميزة في منهجها، محيطة في موضوعها، غاية في أهميتها، خاصة وأن دراسة شيوخ الطبري الذين روى عنهم بهذا الحد، والتمام والكمال، لم يسبق له - فيما أعلم -، فهو رائد هذا البحث، وصاحب المبادرة فيه، إذ جمع شتاتا نفيسا، من بطون أمهات مصادر التراجم، والرجال، وكل ما يتعلق بشيوخ الطبري، ورتبه ترتيبا مسبوكا، مشفوعا بالرموز الدالة على مواضع روايات الرجال، وتراجمهم، في مصادرها الأصلية، فهو بهذا يسهم في إثراء المكتبة الإسلامية، ويضيف معرفة جديدة، ينهل منها طلبة العلم، ويفيد منها كل متخصص في الحديث وعلومه والرجال وتراجمهم.
هذا ولقد رتب الأخ والصديق " أبو محمد علي " كتابه وفق منهج رشيد سديد، اختط عناصره، وجمع بين مادته وأبوابه بصورة متناسقة متكاملة، مما كفل للكتاب وحدته الموضوعية، فشف ذلك عن حسن التبويب والتفصيل والترتيب والتنسيق، فهو موسوعة رجال بحق، لا يستغني عنها مشتغل بالحديث الشريف وعلومه، والتفسير الأثري ورجال إسناده.
هذا ولا يخفى على كل ذي عينين الجهد الكبير الذي بذله الأخ المؤلف " أبو محمد علي " - حفظه الله -، حتى خرج هذا الكتاب محفوفا بالرعاية " والعناية والضبط والإتقان، وهذا ليس بغريب على أمثال " أبي محمد علي " فهو كما عرفته دريسا صبورا، وجلدا مثابرا لا يمل " ولا يكل، شغوفا بالعكوف على كتب أهل العلم من أهل السنة والحديث، وسبر أغوارها " ناهيك عن حلقات الدرس والعلم التي كان ولا يزال يعقدها وباستمرار لطلبة العلم، نفع الله به وبعلمه وجزاه الله على ذلك خير الجزاء.