ومائتين ونزل فيها على الربيع بن سليمان المرادي، فسمع من مشايخها وأكثر الرواية عنهم وحصل فيها من الرواية الكثير ثم قفل إلى العراق، وبدأ بإملاء تفسيره على تلاميذه سنة سبعين ومائتين، ثم خرج إلى طبرستان سنة تسعين ومائتين؛ حيث لم يطل به المقام هناك بسبب فتن الروافض، فرجع إلى بغداد.
ولم أقف على ذكر لرحلة له إلى الحجاز، وإن كان عدد من شيوخه من أهل المدينة ومكة، وكذلك الموصل.
ثم ألقى عصا الترحال في بغداد ينشر ما جمعه من علم في السنوات الأخيرة من عمره خاصة بعد سنة أربع وتسعين ومائتين إلى أن توفي سنة عشر وثلاثمائة.
وقد اختصرت في ترجمة الإمام الطبري كثيرا، وأشرت في المقدمة إلى مواضع ترجمته، وأكدت على معجم شيوخه الذين روى عنهم في سائر كتبه المطبوعة والتي وقعت بين يدي، وعدد رواياته عن كل واحد منهم، وعدد شيوخهم الذين رووا عنهم، وجعلتها بين () بعد اسم كل واحد منهم.
وأثبت معجم الذين رووا عنه، ولم أعزهم إلى حيث أخذتهم؛ لشهرتهم وكثرتهم.
وتركت الكلام عن مناقبه، وصفاته، لكثرة الذين تكلموا عنها واهتممت بما يهمنا من ترجمته في الجرح والتعديل وثناء العلماء عليه فحسب.
ومما يجدر بنا ذكره في ترجمته تمييزه عمن قد يشتبه به، وشاركه في كنيته واسمه واسم أبيه ونسبه وهو:
تمييز: " أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي. له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت، رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني ". انتهى.