responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث المؤلف : النعماني، محمد عبد الرشيد    الجزء : 1  صفحة : 143
فكيف يجترىء هذا المعترض, ويجوز عليهم أنهم تطابقوا على الاستناد إلى عامي جاهل لا يعرف أن البَاءَ تَجُرُّ ما بعدها, ولا يدري ما يخرج من رأسه من حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ ما هذا إلا كلام عامي أو أعمى, يخبط من الجهل في ظلماء.
وَهَبْكَ تَقُولُ هَذَا الصُّبْحَ لَيْلٌ ... أَيَعْمَى العَالِمُونَ عَنْ الضِّيَاءِ.

وأمّا ما قدح به على الإمام أبي حنيفة من عدم العلم باللغة العربية فلا شك أن هذا كلام متحامل, متنكب عن سبيل المحامل, فقد كان الإمام أبو حنيفة من أهل اللسان القويمة واللغة الفصيحة.

وَلَيْسَ بِنَحْوِيٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ ... وَلَكِنْ سَلِيقِيٌّ يَقُولُ فَيُعْرِبُ

وذلك لأنه أدرك زمان العرب, واستقامة اللسان, فعاصر جريرًا والفرزدق, ورأى أنس بن مالك خادم رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرتين, وقد توفي أنس بن مالك سَنَةَ ثلاث وتسعين من الهجرة , والظاهر أن أبا حنيفة ما رآه وهو في المهد, بل رآه بعد التمييز, يدل على ذلك أن أبا حنيفة كان من المعمرين, وتأخرت وفاته إلى سَنَةِ خمسين ومائة, وقد جاوز التسعين من العمر [1].

وهذا يقتضي أنه بلغ الحُلُمَ وأدرك بعد موت رسول الله - صَلََّى اللهُ

[1] هذا على قول من قال إن مولد أبي حنيفة سَنَةَ إحدى وستين، والصحيح أنه ولد سَنَةَ ثمانين، وهذا لا يؤثر على استدلال ابن الوزير، بل يبقى صحيحًا على الحالين كما لا يخفى.
اسم الکتاب : مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث المؤلف : النعماني، محمد عبد الرشيد    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست