اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 96
إن عمر المختار سينتهي بلاشك فقاطعني عند كلمتي هذه بقوله (إكُّو إكُّو ... كويستا لفيريتا .. يانوتا يانوتا ... سينتا ... سينتا ... ديري .. ديري .. أوانتي ... أوانتي .. ) ومعنى هذه الكلمات الإيطالية هو: هكذا .. هكذا .. هذه هي الحقيقة ( ... إسمع يايانوتا (الترجمان) إسمع ... إسمع ... قل ... قل ... استمر .... استمر) إنكم يادولة الوالي اتخذتم بحزم جميع الإحتياطات التي من شأنها القضاء عليه، والمسألة مسألة وقت لا أقل ولا أكثر وهنا تحمس الجنرال لكلماتي هذه كأنها صادفت هوى في نفسه، أو كأنني قلت له شيئاً كان يريد أن يسمعه.
وقلت له مواصلاً الحديث: إن الدولة الإيطالية في حاجة لاستثمار كل شجرة في هذه البلاد، وسوف يكون فضل هذا الاستثمار المنتظر على أيديكم فإذا ما أقدمتم على حرق الغابات والكلمة الأخيرة لدولتكم فسوف يمر زمن طويل وطويل جداً دون إعادتها من جديد لما كانت عليه، هذا إذا لم يكن إعادتها مستحيلاً، وإليكم يادولة الوالي نذكر مسألة لها وجه الشبه برأيكم هذا. في عهد الدولة العثمانية قامت قبيلة البراعصة بعصيان ضد الحكومة وتعذر على الحكومة انهاء العصيان، واعتبرت أن غابات الجبل الأخضر كانت أكبر مشجع للقبائل على العصيان فتتخذ منه مخابئ لايقوى الجنود العثمانيون على إكتشافها فأرادت الحكومة أن تقوم بحرق جميع الغابات وسمع السلطان بذلك فاعترض على هذه الفكرة قائلاً: إذا كان الموجب لعصيان الأهالي هو تمنعهم عن دفع العشور والعوائد الحكومية فإنني أدفعها عنهم من جيبي الخاص حماية للغابات في الجبل الأخضر، ولا أوافق على حرقها. وعندما إنتهيت من الحديث معه ودعني شاكراً) [1]. [1] انظر: عمر المختار للاشهب، ص139.
اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 96