اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 82
وهذا ماكان يتحدث به سكان (روما) وهو تنصير الليبيين بصورة عامة والطرابلسيين بصورة خاصة. ورغبة الايطاليين الفاشستيين هي القضاء المبرم على العنصر الاسلامي في ليبيا، فاذا ليبيا تصير ايطالية وبجوارها مصر، سوف تتعرض الى أكبر خطر. وان مصر لن تسكت عن هذا الاجراء لان الايطاليين في اعتقادهم المريض ان مصر ليست دولة عربية، وانما هي خليط من عدة اجناس .. الأمر الذي يجعل ايطاليا تحكم بأن تغزو مصر وتتمكن من اراضها وشعبها كما تمكنت من طرابلس. ان الوعود المعسولة التي كانت تصرح بها السلطات الايطالية. وتمنياتها الطيبة التي كانت تعرضها على الشعب الليبي وانها -يعني ايطاليا- ما أتت إلا لتخلص الشعب الليبي من الاستبداد التركي. ولأجل ان تذر الرماد في أعين الناس، أتت بادريس وقلدته لقب الامارة ووعدته بالحكم الذاتي، ولكن كانت دائماً وعوداً فقط. وهاهي ايطاليا تلغي كل شيء وتبدأ في سفك الدماء وتطرد السكان من اراضيهم وأموالهم وأخذت اولادهم وبناتهم الى ايطاليا من أجل تعليمهم، وفي الواقع من أجل تنصيرهم .. اني اقل على المسلمين ان يتذكروا هذه كله وان يتفهموه .. فان هناك من يتفلسف ويتشدق بالقول بأن في اوروبا تسود العدالة والحرية، وان الدول الاوروبية لا تتعرض للقضايا الدينية، وان السبب في سقوط المسلمين هو التعصب الاعمى: ان هذه الالفاظ وهذه المغالطات تنذر المسلمين جميعاً بأنهم إذا لم يتحدوا ويذودوا عن حياضهم سوف يتعرضون الى القضاء ويفقدون قواتهم المسلحة وحرياتهم السياسية، سوف يحدث لهم كما حدث لطرابلس إذا لم يحافظوا على حريتهم واستقلالهم ان موقف ايطاليا من حضارة القرن العشرين موقف غير مشرف فقد رجعت الى معاملات القرون الوسطى.
ان الايطاليين المتوحشين لم يتحرجوا لا كبيراً ولا صغيراً فقد اعتدوا على الحريات اغتصبوا النساء وهتكوا الاعراض. كل هذه الاعمال من أجل اضطهاد المسلمين وروحهم الانتقامية.
اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 82