اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 132
وهكذا يا أخي الكريم يصنع الإسلام من اتباعه في ميادين النزال وساحات القتال وكذلك عند الوقوف أمام الطغاة والجلاودة الظلمة، لأن العقيدة تحركه ورعاية الله تحفه وإن هذه الوقفات الخالدة من سيرة شيخ الجهاد في ليبيا لحري بنا أن نكتبها بحروف من ذهب ونعلمها للأجيال ونربي عليها الأشبال لغد مشرق مجيد قد بدأت بوادره تلوح في عنان السماء ومظاهرها متجسدة في رجوع شعوب المسلمين لدينها مع مايحف هذا الرجوع من مخاطر عديدة من قبل اليهود والنصارى والملاحدة والحكام الظلمة وأنى لهم أن يطفؤا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون.
فما علينا إلا أن نستعين بالله في تحقيق وتطبيق دينه على نفوسنا وأسرنا ومن حولنا ثم على الناس أجمعين.
قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لايشركون بي شيئا} (سورة النور: آية55).
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (سورة الحج، آية40).
{من كان يريد العزة فالله العزة جميعاً} (سورة فاطر، آية10).
ثامناً: بعض ما قيل في تأبين الشيخ عمر المختار من الشعر
أ- قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء ... يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا مناراً من دم ... يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ماضر لو جعلوا العلاقة في غد ... بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية ... تتلمس الحرية الحمراء
يا أيها السيف المجرد بالفلا ... يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند ... أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شباب أمية ... وكهولهم لم يبرحوا إحياء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل ... دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله وجباله ... وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها ... دار السلام وجلق الشماء
خيرت فأخترت المبيت على الطو ... لم تبن جاها أو تلم ثراء
اسم الکتاب : الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته، وأعماله، واستشهاده المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 132