اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 459
صفته، والاسم كان معلوما لهم في الجملة [1]. وقيل: هذا على جهة ترك التعظيم منهم. واختلفوا في أن أي الاسمين من هذين أشد مبالغة، فقال قوم: الرحمن أشد مبالغة من الرحيم، كالعلام من العليم، ولهذا قيل: رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، لأن رحمته في الدنيا عمت المؤمن والكافر والبر والفاجر، ورحمته في الآخرة اختصت بالمؤمنين [2].
فإن قيل: على هذا كان الرحمن أشد مبالغة، فلم بدئ بذكره [3]؟ وإنما يبدأ في نحو هذا بالأقل ثم يتبع [4] الأكثر كقولهم: (فلان جواد يعطي العشرات والمئين [5] والألوف).
والجواب: أنه بدئ [6] بذكر الرحمن، لأنه صار كالعلم، إذ كان لا يوصف به [7] إلا الله عز وجل، وحكم الأعلام وما كان من الأسماء أعرف أن يبدأ به، ثم يتبع [8] الأنكر، وما كان في التعريف أنقص. هذا مذهب سيبويه وغيره من النحويين، فجاء هذا على منهاج كلام العرب [9]. [1] وجعله الطبري من إنكار العناد والمكابرة، وإن كانوا عالمين بصحته، وليس ذلك منهم إنكارا لهذا الاسم، الطبري في "تفسيره" 1/ 57 - 58، وقال ابن عطية: وإنما وقفت العرب على تعيين الإله الذي أمروا بالسجود له، لا على نفس اللفظة 1/ 93، وانظر ابن كثير في "تفسيره" 1/ 23، والقرطبي في "تفسيره" 13/ 67. [2] انظر الطبري في "تفسيره" 1/ 55، "تهذيب اللغة" (رحم) 2/ 1383، "المخصص" 17/ 151، "معاني القرآن" للزجاج 58، "اشتقاق أسماء الله" ص 40. [3] هذا التساؤل والإجابة عنه بنصه في "المخصص" 17/ 151. [4] في (ج): (تتبع). [5] في (أ)، (ج): (الماتين) وفي (ب): (المايتين) وما أثبت من "المخصص". [6] في (ب): (بدأ). [7] (به) ساقط من (ج). [8] في (ج): (تتبع). [9] إلى هنا بنصه في "المخصص" 17/ 151، وإلى نحوه ذهب الطبري في "تفسيره" =
اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 459