اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 392
وأداة، ومريد [1] لا بتوطين نفس، ومتكلم لا بنغمة وجرس، ومدبر لا بمشاورة، ومقدر لا بمداورة، تعالى عن الأنداد والأشكال والأشباه والأمثال، واستحق [2] أوصاف الكمال، واستأثر [3] بنعوت الجلال [4].
بعث في الأميين رسولًا من أوسطهم نسبًا، وأشرفهم حسبًا، وأحسنهم أدبًا، وأشهرهم أمًّا وأبًا، يتلو عليهم آياته، ويعارض أباطيلهم ببيناته، حتى انكشطت غشاوة الشك عن وجه اليقين، وتفرَّت دياجي الكفر عن عمود الدين، أنزل عليه نورًا مبينًا، ووحيًا مستبينًا، أنقذ به من الضلالة، وهدى به من حيرة الجهالة، والناس على شرف بوار [5]، والخلق على شفا نار [6]، وجعله قرآنًا عربيًا فرفع به من شأن لغتهم، وأزرى [7] نظمه [8] بنظومهم وبلاغتهم، ولما تحداهم عجزوا عن معارضته [9]، وهم لُدّ [10] بلغاء، وقصروا [1] في (ب): (موتد). [2] (استحق): بياض في (ج). [3] (استأثر): غير واضح في (ب). [4] ما ذكره عن نفي مشابهة الله لخلقه صحيح، لكن ليس من منهج السلف تكلف مثل هذِه العبارات في النفي. قال ابن تيمية: (الله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصل ونفي مجمل .. إلخ). "التدمرية" ص 8. [5] البوار: الهلاك. انظر: "تهذيب اللغة": (بار): 1/ 254، "الصحاح" 2/ 589. [6] (نار): غير واضحة في (ب). [7] أزرى بالشيء: حقّره وهوّنه واستخفَّ به. انظر: اللسان (زرى): 14/ 356 (ط دار صادر). [8] قوله (أزرى نظمه): غير واضح في (ب). [9] قوله (معارضته): عليها طمس في (ب). [10] في "تهذيب اللغة": الألد: الشديد الخصومة، واشتقاقه من لديدي العنق وهما صفحتاه، يقال: رجل ألدّ، وامرأة لدّاء، وقوم لُدّ. "التهذيب" (لَدَّ) 4/ 3254، وانظر: "اللسان" 7/ 4020.
اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 392