اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 282
ويقول الشيخ أحمد محمد شاكر [1] معلقًا على كلام ابن كثير: إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولًا أو رواية في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يعين فيها، أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل، وحاشا لله ولكتابه من ذلك [2].
لقد وعد الواحدي رحمه الله في مقدمة كتابه باجتناب مثل ذلك فقال: فأما الأقوال الفاسدة، والتفسير المرذول الذي لا يحتمله اللفظ، ولا تساعده العبارة فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره [3].
ولكنه رحمه الله وقع فيما وعد بتركه، وضيّع الوقت -رحمه الله- بذكره، وتابع بعض من سبقه وفي مقدمتهم شيخه الثعلبي، الذي ملأ كتابه من تلك المرويات والقصص التي لا زمام لها ولا خطام، ولا ينتفع بها في فهم القرآن، ولا فائدة فيها تعود إلى أمر ديني، كما أسلف ابن كثير، دون تنبيه من الواحدي أو تعليق.
ومن أمثلة ذلك:
1 - ما ذكره من الإسرائيليات في كيفية وسوسة إبليس لآدم وهو في [1] أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، أزهري محدث مفسر قاض، ولد سنة 1309 هـ بالقاهرة، من أكبر محققي التراث، حقق "مسند الإمام أحمد" و"سنن الترمذي" و"تفسير الطبري" ولم يتم شيئًا منها، وحقق "الرسالة" للشافعي واختصر "تفسير ابن كثير" ولم يتمه، قال الزركلي: ولم يخلف مثله في علم الحديث بمصر. ينظر: "الأعلام" 1/ 253 و"معجم المؤلفين" 13/ 368.
(2) "عمدة التفسير" 1/ 15. [3] انظر: مقدمة المؤلف.
اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 282