اسم الکتاب : التفسير النبوي المؤلف : الباتلي، خالد الجزء : 1 صفحة : 30
المبحث الأول أهمية الرجوع للسنة في تفسير القرآن الكريم
يعد الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- بلا خلاف- المفسرَ الأول، والمرجعَ المقدم في بيان معاني كلام الله تعالى، وذلك لأنه مؤيدٌ بالوحي، وهو أعلمُ الناس بربه جل وعلا، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [4]} [النجم: [3]، [4]]، وبين الله تعالى أن مهمةَ الرسول الكريم: بيانُ هذا الذكر الحكيم، فقال جل وعلا: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)} [النحل: 44].
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (ما من شيء إلا بُيِّن لنا في القرآن، ولكن فهمنا يقصر عن إدراكه، فلذلك قال تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}) [1].
وقال الإمام أحمد رحمه الله: "السنة عندنا آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسنة تفسر القرآن، وهي دلائل القرآن" [2].
وقال أبو عمرو بن العلاء -أحد القراء السبعة-: "الحديث يفسر القرآن" [3].
وقال عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله-: "الرجل إلى الحديث أحوج منه إلى الأكل والشرب، الحديث يفسر القرآن" [4]. [1] أورده السيوطي في (مفتاح الجنة) ص 58 رقم (101)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم. [2] أخرجه اللالكائى في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) 1: 156 رقم (317)، وابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة) 1: 241، وهو جزء من نص طويل في بيان عقيدة الإمام أحمد بن حنبل.
فائدة: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20: 249) أن الإمام أحمد له رسالة مشهورة في الرد على من يزعم الاستغناء بظاهر القرآن عن تفسير سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. [3] ينظر: تهذيب الكمال 34: 127. [4] أخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) 2: 186، وفي (الكفاية) ص 16.
اسم الکتاب : التفسير النبوي المؤلف : الباتلي، خالد الجزء : 1 صفحة : 30