اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 75
فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا وقال: { ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... } إلى قوله: { ... بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [1] هذا حديث صحيح الإسناد (2)
قال أبر السعود رحمه الله: ولعل الله -عز وجل- عرض عليه من أفراد نوع ما يصلح أن يكون نموذجًا: يتعرف منه أحوال البقية وأَحكامها.
{فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}: أي قال-تبكيتًا لهم واظهارًا لعجزهم عن اقامة ماعلقوا به رجاءهم من أمر الخلافة- أخبرونى بأسماء هؤلاء فإن تدبير شئون هذاه المسميات موقوف على معرفنها وجميع خواصها وأحوالها، فمن لم يعرفها، لا يصلح للخلافة فيها وولاية أمرها. {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في زعمكم أَنكم أحقاء بالخلافة ممن أَستخلِفُه.
32 - {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ... }: الآية.
قال الملائكة لربهم: {سُبْحَانَكَ} أي نسبحك وننزهك التنزيه اللائق بك، فلا يمكن أَن تخلو أفعالك من الحكم، ومن جملتها استخلاف آدم، وما سألنا إلا لنتعلم ونعرف الحكمة، وقد عرفناها بمرفة مزايا من استخلفته. {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} ونحن لم نتعلم ذلك، بل تعلمنا العلوم اللائقة بعالمنا كما علمتنا {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ} بما ينبغى لكل شئ {الْحَكِيمُ} في تقديره وتدبيره.
{قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
التفسير
33 - {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ .... }: الآية.
بعد أن أقروا لله بعجزهم أراد -سبحانه- أن يبين لهم فضل آدم عليهم {قَالَ يَا آدَمُ [1] الاعراف من الآيتين: 172، 173
(2) (المستدرك جـ2 ص544).
اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 75