اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 138
بالنبي الذي نجد نعته في التوراة. ويقولون لهم: قد أطل زمان نبى يخرج بتصديق ما قلنا. فنقتلكم به قتل عاد وإرم.
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}: تكرير للشرط الأول فى قوله {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ}
مع تغيير الأُسلوب , وذلك لطول العهد بسبب توسط الجملة الحالية: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} -أي: فلما جاءَهم الكتاب الذي عرفوا أنه من عند الله كفروا به. وإيراد الموصول {مَا عَرَفُوا} دون الاكتفاء بالإضمار بأن يقال لهم: فلما جاءَهم أَي الكتاب إنما جاء ليبان كمال مكابرتهم. فإن معرفتهم لما جاءَهم. من دواعي الإيمان لا الكفر. وقوله {كَفَرُوا} جواب {لمَّا} الأْولى عند المبرد. وقال أبو البقاء هو جواب الأولى والثانيه معًا.
وقيل إِن المراد بلفظ {مَا عَرَفُوا} هو النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمال {ما} فيمن يعلم كثير، كقوله تعالى {والسَّماَءِ وَماَ بَنَاهَا} [1] يعنى ومن بناها. وعلى هذا تكون جملة {كَفَرُوا بِهِ} جوابا عن {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا} أما جواب {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ}: فمقَّدرٌ وتقديره: كذبوه. وقد دل عليه جواب الثانية.
والمعنى عليه: فلما جاءَ هم الرسول- صلى الله عليه وسلم-الذي عرفوا صفاته ونبوته من التوراة: معرفة لا يخالجها ريب، حسدوه، لأنه من العرب أولاد إسماعيل، وملأ الحسد قلوبهم غيظا، {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}: الفاءُ لترتيب ما بعدها -من اللعن- على ما قبلها من الكفر، أًى: فلعنة الله عليهم وطرده لهم من حمته وتوفيقه، بسبب كفرهم بما عرفرا أنه الحق، وإصرارهم عليه، وإنما، قال {عَلَى الْكَافِرِينَ} ولم يقل عليهم ليشعر بأن سبب حلول اللعنة بهم هو كفرهم {وَعَلَى} تفيد استعلاءَ اللعنة عليهم وشمولها لهم. [1] الشمس: 5.
اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 138