responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 108
والمعنى على الرأْي الثاني: واذ قلتم- جهرة وعلانية غير مبالين- يا موسى، لن نؤْمن من أجل قولك، حتى نرى الله بأَعيننا.
{فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ}: استولت عليكم وأهلكتكم، لفرط عنادكم وطلبكم المستحيل.
والصاعقة: الموت، أو نار سفطت عليهم من السماء.
{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}: أي تنظرون اليها، وهي نصيبكم وتباشر اهلاككم.

56 - {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ... } الآية.
{مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} بالصاعقة، وكان ذلك بدعاءَ موسى عليه السلام، ومناشدته ربه بعد أن أفاق.
والموت هنا، ظاهر في مفارفة الررح الجسد بقرينة ذكر البعث معه.
وقال بعض العلماءَ: كان موتهم غشيانا رهمودا، لا موتا حقيقيا. كما فى قوله تعالى: { ... وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ [1] ... }.
والمراد من البعث على هذا، إعادة النشاط والصحو لهم.
وقال آخر: موتهم؛ هوجهلهم الذي كانوا فيه. وبعثهم: تعلمهم أحكام التوراة؛
ومن هذا المعنى قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ... } [2] وقول الشاعر:
وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى ... يُظَنُّ من الأحياء وهو عديم
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: أي لكي تشكروا نعمته تعالى ببعثكم بعد الموت، أو جميع نعمه بعد ما كفرتموها.
والمراد من شكرهم- له تعالى: ما يعم قيامهم بما كلفوا به، وتركهم لما نهوا عنه قبل موتهم
بالصاعقة، فإن الله- بعد موتهم- بعئهم لييشكروه تعالى: بالعمل بما شرعه لهم قبل صعقهم،
حتى تغفر لهم جرائمهم.
فلفظ الشكر: يتناول جميع الطاعات، لقوله تعالى: { ... اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكرًا ... } [3].

[1] إبراهيم - من الآية: 17
[2] الأنعام - من الآية: 122
[3] سبأ- من الآية:13
اسم الکتاب : التفسير الوسيط - مجمع البحوث المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست