responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدخيل في التفسير المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 322
فهل احتاج نزول العذاب بهؤلاء إلى شهادة رُسلهم أمام الملائكة؛ نقول: إن هذا الكلام الذي ذكره أبو السعود والمفسرون؛ وسبقه إليه ابن كثير حيث أورده من رواية قتادة والسدي؛ هذا الظن أنه منقول عن أهل الكتاب.
وكذلك بالنسبة لعدد قرى قوم لوط؛ سواء كانت خمس مدائن، أو أقل أو أكثر؛ هذا كلام يحتاج إلى دليل؛ إذ إ ن ظاهر التنزيل والآيات يدل على أنها كانت قرية واحدة، قال - جلت قدرته -: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} وقال - جلت حكمته -: {إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون} (العنكبوت: 34) وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن.
وما ذكره المفسرون عن كيفية هلاك قوم لوط من أن جبريل جعل جناحه في أسفل القرية ثم رفعها إلى السماء حتى سمع نباح الكلاب وصياح الديكة ثم قلبها عليهم دون أن ينسب هذا القول لقائل هو من رواية السدي؛ كما ذكر ابن كثير وذكر ابن الجوزي أيضًا في تفسيريهما، وهذا يدل على أنه من الإسرائيليات المنقولة عن أهل الكتاب.
وه ذ اهو صاحب (فتح القدير) الإمام الشوكاني يُبَيّن لنا أن ما ذكره المفسرون من ال روايات ليس في ذكره فائدة؛ وغالبه مأخوذ عن أهل الكتاب، وقد ذكر المفسرون -هذا قوله- روايات وقصصًا في كيفية هلاك قوم لوط طويلة متخالفة، وليس في ذكرها فائدة؛ لا سيما وبين من قال بشيء من ذلك وبين هلاك قوم لوط دهرٌ طويل لا يتيسر له في مثله إسنادٌ صحيح، وأكثره مأخوذ عن أهل الكتاب، وقد أُمرنا بألا نصدقهم، ولا نكذبهم؛ فاعرف هذا أخا الإسلام؛ فهي روايات من قصص الأنبياء؛ ليس لها مصدر ولا توثيق.

اسم الکتاب : الدخيل في التفسير المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست