responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 338
يقابل ذلك أو إسناده إلى من قام به كما قال - صلى الله عليه وسلم - «والخير كله بيديك والشر ليس إليك» [1].
أي أن الشر في مفعولات الله، لا في فعله، فإن فعله كله خير وحكمة، وكما قال إبراهيم الخليل-عليه السلام- فيما حكى الله عنه: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [2].

61 - بلوغ القرآن غاية الإيجاز مع الفصاحة والبيان. فإن الله وصف كلًا من الطوائف الثلاث بوصف يستلزم الجزاء وسببه بأوجز لفظ في قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
قال ابن القيم [3]: «وتأمل سرًا بديعًا في ذكر السبب والجزاء للطوائف الثلاثة بأوجز لفظ وأخصره، فإن الإنعام عليهم يتضمن إنعامه بالهداية التي هي العلم النافع والعمل الصالح، وهي الهدى ودين الحق، ويتضمن كمال الإنعام بحسن الثواب والجزاء فهذا تمام النعمة، ولفظ {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يتضمن الأمرين. وذكر غضبه على المغضوب عليهم يتضمن أيضًا أمرين الجزاء

[1] أخرجه مسلم في الصلاة، الحديث 771، وأبو داود في الصلاة الحديثان 760، 761، والنسائي في الافتتاح الحديث 862، والترمذي في الصلاة الحديث 266.
[2] سورة الشعراء، الآية 79 - 80. انظر «تفسير الطبري» 1: 195، 197، «المحرر الوجيز» 1: 88، «مدارج السالكين» 1: 34 - 36، «بدائع الفوائد» 2: 18 - 20 «تفسير ابن كثير» 1: 60.
[3] في «مدارج السالكين» 1: 36 - 37، وانظر «التفسير القيم» ص13 - 14.
اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست