اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 217
وهذا على القول بأنه يدخل تحت معنى الآية التحدث بنعم الله عامة والآية تحتمله بلا شك، لأنه لا ينافي القول بأن المراد بالنعمة هنا نعمة النبوة.
والشكر بالجوارح بالاستعانة بالنعمة على طاعة المُنعم قولًا وعملًا كما قال تعالى {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [1]. وقام - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، وقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» [2]. ويكون بظهور أثر النعمة على المنعم عليه. كما في الحديث «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده «[3]. وفي حديث أبي مالك الجشمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا آتاك الله مالًا فلْيُرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته» [4].
والمدح أعم منهما جميعًا: من حيث ما يقع عليه [5]، فإنه يقال مما يقع من الإنسان بالتسخير، ومما يقع منه باختياره متعديًا أو لازمًا، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته، كما يُمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، [1] سورة سبأ، آية: 13. [2] أخرجه البخاري في التفسير - الحديث 4836 عن المغيرة قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا».
وأخرجه أيضًا بنحوه من حديث عائشة رضي الله عنها - الحديث رقم 4837. وانظر «تيسير الكريم الرحمن» 6: 267. [3] أخرجه الترمذي في الأدب- الحديث 2819 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وقال «حديث حسن». وأخرجه أحمد 2: 311 من حديث أبي هريرة، 4: 438 من حديث عمران بن حصين. [4] أخرجه أبو داود - في اللباس- الحديث 40634، والنسائي في الزينة الحديث 4819 - وصححه الألباني. [5] انظر: «الصحاح» و «المفردات» مادة: «مدح»، «تفسير ابن كثير» 1: 46.
اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 217