responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف : أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 268
{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أي إن وقع غريمٌ من غرمائكم ذو عسرةٍ على أنَّ كانَ تامةٌ وقرئ ذا عسرةٍ على أنها ناقصة
{فَنَظِرَةٌ} أي فالحكمُ نظِرةٌ أو فعليكم نظرةٌ أو فلتكن نظرةٌ وهي الإنظارُ والإمهالُ وقرئ فناظره فالمستحق ناظره أي منتظره أوفصاحب نَظِرَتِه على طريق النسْب وقرئ فناظِرْه أمراً من المفاعلة أي فسامِحْه بالنَّظِرة
{إلى مَيْسَرَةٍ} أي إلى يَسار وقرئ بضم السين وهما لغتان كمشرقة ومشارقة وقرئ بهما مضافين بحذف التاء عند الإضافةُ كما في قوله ... وَأَخْلفُوك عِدَ الأمرِ الذي وعدوا ...
{وأن تصدقوا} بحذف إحدى التاءين وقرئ بتشديد الصاد أي وأن تتصدقوا على مُعْسري غرمائِكم بالإبراء
{خَيْرٌ لَّكُمْ} أي أكثرُ ثواباً من الإنظار أو خيرٌ مما تأخذونه لمضاعفة ثوابه ودوامِه فهو ندبٌ إلى أن يتصدقوا برءوس أموالهم كلاً أو بعضاً على غرمائهم المعسرين كقوله تعالى {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ للتقوى} وقيل المرادُ بالتصدّق الإنظارُ لقوله عليه السلام لا يحِل دَيْنُ رجل مسلم فيؤخرُه إلا كان له بكل يوم صدقة
{إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} جوابُه محذوفٌ أي إنْ كنتُم تعلمونَ أنَّه خيرٌ لكُم عمِلتموه

{واتقوا يَوْمًا} هو يومُ القيامة وتنكيرُه للتفخيم والتهويلِ وتعليقُ الإتقاءِ به للمبالغة في التحذير عما فيه من الشدائد والأهوال
{تُرْجَعُونَ فِيهِ} على البناءِ للمفعولِ من الرجع وقرئ على البناءِ للفاعلِ منْ الرُّجوع والأولُ أدخلُ في التهويلِ وقرئ بالباء على طريق الالتفات وقرئ ترُدّون وكذا تَصيرون
{إِلَى الله} لمحاسبة أعمالِكم
{ثُمَّ توفى كُلُّ نَفْسٍ} منَ النفوسِ والتعميمُ للمبالغة في تهويل اليوم أي تعطى كملا
{مَّا كَسَبَتْ} أي جزاءَ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ أو شر
{وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} حال من كلِّ نفسٍ تفيد أن المعاقبين وإن كانت عقوباتهم مؤبدة غير مظلومين في ذلك لِما أنَّه من قِبَل أنفسِهم وجمعُ الضميرِ لأنه أنسبُ بحال الجزاء كما أن الإفراد أوفقُ بحال الكسب عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها آخِرُ آيةٍ نزل بها جبريلُ عليه السَّلامُ وقال ضَعْها في رأس المائتين والثمانين من البقرة وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها أحداً وعشرين يوماً وقيل أحداً وثمانين وقيل سبعةَ أيام وقيل ثلاثَ ساعات

280 - 281 البقرة والنقص ومن ضرورة تعليقِ هذا الحكمِ بتوبتهم عدمُ ثبوته عند عدمها لأن عدمها إن كان مع إنكار الحرمةِ فهم مرتدون وما لهم المكسوبُ في حال الرِّدة فيءً للمسلمين عند أبي حنيفة رضى الله عنه وكذا سائرُ أموالهم عند الشافعيِّ وعندنا هو لورثتهم ولا شئ لهم على حال وإن كان مع الاعتراف بها فإن كان لهم شوكةٌ فهم على شرف القتل لم تسلَم لهم رءوسهم فكيف برءوس أموالهم وإلا فكذلك عند ابن عباس رضي الله عنهما فإنه يقول مَنْ عاملَ الربا يستتاب وإلاضرب عنقُه وأما عند غيرِه فهم محبوسون إلى أن تظهرَ توبتُهم لا يُمَكّنون من التصرفات أصلاً فما لم يتوبوا لم يسلَمْ لهم شئ من أموالهم بل إنما يسلَم بموتهم لورثتهم

اسم الکتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف : أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست