responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف : أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 108
البقرة (62)
أن تثنيتها وجمعَها ليسا على الحقيقة ولذلك جاء الذي بمعنى الذين

{إن الذين آمنوا} أي بألسنتهم فقط وهم المنافقون بقرينة انتظامِهم في سِلك الكفرةِ والتعبيرُ عنهم بذلك دون عُنوانِ النفاقِ للتصريح بأن تلك المرتبةَ وإن عُبِّر عنها بالإيمان لا تُجديهم نفعاً أصلاً ولا تُنْقِذُهم من ورطة الكفر قطعاً
{والذين هَادُواْ} أي تهوَّدوا من هادَ إذا دخَل في اليهودية ويهودُ إما عربي من هاد إذا تاب سُموا بذلك حين تابوا من عبادة العجل وخُصوا به لما كانت توبتهم هائلة وإما معرَّبُ يهوذا كأنهم سُمّوا باسم أكبرِ أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام
{والنصارى} جمع نَصرانٍ كندامَى جمعُ ندمانٍ يقال رجلٌ نصرانٌ وامرأة نصرانةٌ والياء في نصراني للمبالغة كما في أحمريّ سُموا بذلك لأنهم نَصَروا المسيحَ عليهِ السَّلامُ أو لأنهمُ كانوا معه في قرية يقال لها نَصرانُ فسُمّوا باسمها أو نُسبوا إليها والياء للنسبة وقال الخليل واحدُ النصارى نَصري كمَهْري ومهارى
{والصابئين} هم قومٌ بين النصارى والمجوس وقيل أصلُ دينهم دينُ نوحٍ عليه السلام وقيل هم عبدةُ الملائكة وقيل عبدةُ الكواكب فهو إن كان عربياً فمن صَبأ إذا خرج من دين إلى آخرَ وقرئ بالياء إما للتخفيف وإما لأنه من صَبَا إذا مال لما أنهم مالوا من سائر الأديان إلى ماهم فيه أو من الحق إلى الباطل
{من آمن بالله واليوم الآخر} أي من أحدث من هذه الطوائف إيمانا خالصا بالمبدأ والمعاد على الوجه اللائق
{وَعَمِلَ} عملاً
{صالحا} حسبما يقتضيه الإيمانُ بما ذكر
{فلهم} بمقابلة ذلك
{أَجْرَهُمْ} الموعودُ لهم
{عِندَ رَبّهِمْ} أي مالكَ أمرِهم ومُبلّغُهم إلى كمالهم اللائقِ فمَنْ إما في محلِ الرفعِ على الابتداء خبرُه جملةُ فلهم أجرُهم والفاءُ لتضمُّن الموصولِ معنى الشرط كما في قوله تعالى {إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين} الآية وجُمع الضمائرُ الثَّلاثةِ باعتبارِ معنى الموصول كما أن إفرادَ ما في الصلة باعتبار لفظِه والجملةُ كما هي خبرُ إن والعائد إلى اسمها محذوف أي من آمن الخ وإما في محل النصبِ على البدلية من اسم إن وما عطف عليه وخبرُها فلهم أجرهم وعند متعلقٌ بما تعلقَ بهِ لهم من معنى الثبوت وفي إضافته إلى الرب المضافِ إلى ضميرهم مزيدُ لُطفٍ بهم وإيذانٌ بأن أجرَهم مُتَيقَّنُ الثبوت مأمونٌ من الفَوات
{وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} عطف على جملة فلهم اجرهم أي لاخوف عليهم حين يخاف الكفارُ العقاب
{ولا هم يحزنون} حين يحزن المقصِّرون على تضييع العمر وتفويت الثواب والمرادُ بيانُ دوامِ انتفائِهما لا بيانُ انتفاءِ دوامِهما كما يُوهمه كونُ الخبرِ في الجملة الثانية مضارعا لما مرَّ منْ أنَّ النفيَ وإن دخل على نفس المضارع يُفيد الدوام والاستمرارَ بحسب المقام هذا وقد قيل المرادُ بالذين آمنوا المتديّنون بدين الإسلام المُخلِصون منهم والمنافقون فحينئذ لا بد من تفسير مَنْ آمن بمن اتصف منهم بالإيمان الخالص بالمبدأ والمعاد على الإطلاق سواءٌ كان ذلك بطريق الثبات والدوام عليه كإيمان المُخلصين أو بطريق إحداثه وإنشائه كإيمان مَنْ عداهم من المنافقين وسائر الطوائف وفائدةُ التعميم للمخلصين مزيدُ ترغيبِ الباقين في الإيمان ببيان ان تأخيرهم

اسم الکتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف : أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست