اسم الکتاب : تفسير البغوي - ط إحياء التراث المؤلف : البغوي، أبو محمد الجزء : 5 صفحة : 333
فَدَبَّتْ إِلَيْهِ الْيَهُودُ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ رَأْسِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِدَّةَ أَسْنَانٍ مِنْ مُشْطِهِ، فَأَعْطَاهَا الْيَهُودَ فَسَحَرُوهُ فِيهَا، وَتَوَلَّى ذَلِكَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ رَجُلٌ مِنْ اليهود، فَنَزَلَتِ السُّورَتَانِ فِيهِ.
«2431» أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بن موسى الصيرفي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب الأصم ثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُبَّ حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ شَيْئًا وَمَا صَنَعَهُ وَأَنَّهُ دَعَا رَبَّهُ ثُمَّ قَالَ: «أَشَعَرْتِ أن الله أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟
قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِي مَاذَا؟ قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ [1] وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ [2] ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ فِي ذَرْوَانَ [3] ، وَذَرْوَانُ بِئْرٌ فِي بَنِي زُرَيْقٍ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَلَكَأَنَّ نَخْلُهَا رؤوس الشَّيَاطِينِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ يَا رسول الله فهلا أَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ بِهِ شَرًّا» .
وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فِي الْبِئْرِ فَرَفَعُوا الصَّخْرَةَ وَأَخْرَجُوا جُفَّ الطَّلْعَةِ فَإِذَا فِيهِ مُشَاطَةُ رَأْسِهِ وأسنان مشطه فيها.
«2432» أَخْبَرَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أنا محمد بن إبراهيم الصالحي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظِ أنا ابن أبي عاصم ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ
2431- صحيح. ابن عبد الحكم ثقة، وقد توبع ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
- هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
- وهو في «شرح السنة» 3153 بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري 6391 من طريق أنس بن عياض بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري 3175 مختصرا و5765 و5763 و6063 ومسلم 2189 وابن ماجه 3545 والنسائي في «الكبرى» 7615 وأحمد 6/ 57 و63 و96 وابن أبي شيبة 8/ 30- 31 وابن سعد 2/ 196 وأبو يعلى 4882 والحميدي 259 والطحاوي في «المشكل» 5934 وابن حبان 6583 والبيهقي 8/ 135 من طرق عن هشام بن عروة به. [1] أي بعض الشعر الذي ينزع أثناء التمشيط. [2] أي وعاء طلع النخل. [3] بئر في المدينة، في بستان بني زريق.
2432- حسن صحيح بشواهده.
- رجال رجال مسلم، لكن فيه عنعنة الأعمش، ومع ذلك للحديث شواهد.
- ابن أبي عاصم هو أحمد بن عمرو النبيل، أبو بكر هو عبد الله بن محمد، أبو معاوية هو محمد بن خازم، الأعمش هو سليمان بن مهران.
- وهو في «أخلاق النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» 81 لأبي الشيخ عن ابن أبي عاصم بهذا الإسناد.
- وأخرجه أحمد 4/ 367 والنسائي 7/ 112- 113 وعبد بن حميد 271 والطحاوي في «المشكل» 5935 من طريق عن أبي معاوية به.
- وأخرجه ابن سعد 2/ 199 والحاكم 4/ 360 من طريق الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم بنحوه.
- وفي رواية ابن سعد «أن الذي سَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رجل من الأنصار» والصواب أنه رجل من اليهود.
- وصححه الحاكم على شرطهما، وقال الذهبي: لم يخرجا لثمامة شيئا، وهو صدوق.
اسم الکتاب : تفسير البغوي - ط إحياء التراث المؤلف : البغوي، أبو محمد الجزء : 5 صفحة : 333