responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير البغوي - ط دار طيبة المؤلف : البغوي، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
فَسَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِي الْمُخْلِصِينَ، وَعَلَى اقْتِبَاسِ الْعِلْمِ مُقْبِلِينَ: كِتَابًا فِي مَعَالِمِ التَّنْزِيلِ وَتَفْسِيرِهِ، فَأَجَبْتُهُمْ إِلَيْهِ، مُعْتَمِدًا عَلَى فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَيْسِيرِهِ، مُمْتَثِلًا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ فِيمَا يَرْوِيهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: " إِنَّ رِجَالًا يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا " (1)
وَاقْتِدَاءً بِالْمَاضِينَ مِنَ السَّلَفِ فِي تَدْوِينِ الْعِلْمِ إِبْقَاءً عَلَى الْخَلَفِ، وَلَيْسَ عَلَى مَا فَعَلُوهُ مَزِيدٌ وَلَكِنْ لَا بُدَّ فِي كُلِّ زَمَانٍ مِنْ تَجْدِيدِ مَا طَالَ بِهِ الْعَهْدُ، وَقَصُرَ لِلطَّالِبِينَ فِيهِ الْجِدُّ وَالْجَهْدُ تَنْبِيهًا لِلْمُتَوَقِّفِينَ وَتَحْرِيضًا لِلْمُتَثَبِّطِينَ.
فَجَمَعْتُ- بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَحَسُنِ تَوْفِيقِهِ- فِيمَا سَأَلُوا كِتَابًا وَسَطًا بَيْنَ الطويل الممل،[1]/ب وَالْقَصِيرِ الْمُخِلِّ، أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مُفِيدًا لِمَنْ أَقْبَلَ عَلَى تَحْصِيلِهِ مُرِيدًا.
وَمَا نَقَلْتُ فِيهِ مِنَ التَّفْسِيرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَبْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ التَّابِعِينَ، وَأَئِمَّةِ السَّلَفِ، مِثْلِ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالْكَلْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَالسُّدِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ فَأَكْثَرُهَا مِمَّا أَخْبَرَنَا بِهِ الشَّيْخُ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشُّرَيْحِيُّ الْخُوَارَزْمِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ عَنِ الْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيِّ عَنْ شُيُوخِهِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ.
* أَمَّا تَفْسِيرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ " [2] وَقَالَ: " اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " [3] قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْوَالِبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَازِنِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عطيه بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ بْنُ

[1] أخرجه الترمذي: في العلم- باب ما جاء في الإيصاء بمن يطلب العلم: 7/409 - 410 وقال هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون العبدي، وأبو هارون العبدي اسمه (عمارة بن جُوَيْن) متروك ومتهم بالكذب، شيعي من الرابعة. الجرح والتعديل 6/363 الميزان 3/173. تهذيب التهذيب 7/262. الضعفاء والمتروكين ص 192 تقريب التهذيب. لسان الميزان 7/321 وأخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب الوصاة بطلب العلم: 1/91- 92، وأخرجه أيضًا عن أبي هريرة وفيه: المعلَى بن هلال، كذَّبه أحمد وابن معين وغيرهما، ونسبه إلى الوضع غير واحد. انظر الجرح والتعديل 8/331. المغني 2/671. الميزان 4/152. التقريب. تهذيب التهذيب 10/240. لسان الميزان 7/394.
[2] أخرجه البخاري: في العلم- باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللهم علمه الكتاب) 1/169.
[3] أخرجه البخاري: في الوضوء - باب: وضع الماء عند الخلاء 1/244. ومسلم: في فضائل الصحابة - باب: فضل عبد الله بن عباس برقم (2477) 4/1927.
اسم الکتاب : تفسير البغوي - ط دار طيبة المؤلف : البغوي، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست