responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن المؤلف : السعدي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 596
{160 - 175} {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} .
إلى آخر القصة، قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم، تشابهت قلوبهم في الكفر، فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران، المستقذر الخبيث، ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتى {قَالُوا} له {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} أي: من البلد، فلما رأى استمرارهم عليه {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} أي: المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} من فعله وعقوبته فاستجاب الله له.
{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} أي الباقين في العذاب وهي امرأته
{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} أي حجارة من سجيل {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} أهلكهم الله عن آخرهم

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} {176 - 191} {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} .
أصحاب الأيكة: أي: البساتين الملتفة أشجارها [1] وهم أصحاب مدين، فكذبوا نبيهم شعيبا، الذي جاء بما جاء به المرسلون.
{إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ} الله تعالى، فتتركون ما يسخطه -[597]- ويغضبه، من الكفر والمعاصي.
{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} يترتب على ذلك، أن تتقوا الله وتطيعون.
وكانوا - مع شركهم - يبخسون المكاييل والموازين، فلذلك قال لهم: {أَوْفُوا الْكَيْلَ} أي: أتموه وأكملوه {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} الذين ينقصون الناس أموالهم ويسلبونها ببخس المكيال والميزان.
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} أي: بالميزان العادل، الذي لا يميل.

[1] كذا في ب، وفي أ: أشجاره.
{141 - 159} {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} .
إلى آخر القصة {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} القبيلة المعروفة في مدائن الحجر {الْمُرْسَلِينَ} كذبوا صالحا عليه السلام، الذي جاء بالتوحيد، الذي دعت إليه المرسلون، فكان تكذيبهم له تكذيبا للجميع.
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ} في النسب، برفق ولين: {أَلا تَتَّقُونَ} الله تعالى، وتدعون الشرك والمعاصي.
{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ} من الله ربكم، أرسلني إليكم، لطفا بكم ورحمة، فتلقوا رحمته بالقبول، وقابلوها بالإذعان، {أَمِينٌ} تعرفون ذلك مني، وذلك يوجب عليكم أن تؤمنوا بي، وبما جئت به.
{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} فتقولون: يمنعنا من اتباعك، أنك تريد أخذ أموالنا، {إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: لا أطلب الثواب إلا منه.
{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} أي نضيد كثير أي أتحسبون أنكم تتركون في هذه الخيرات والنعم سدى تتنعمون وتتمتعون كما تتمتع الأنعام وتتركون سدى لا تؤمرون ولا تنهون وتستعينون بهذه النعم على معاصي الله
{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي بلغت بكم الفراهة والحذق إلى أن اتخذتم بيوتا من الجبال الصم الصلاب
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} الذين تجاوزوا الحد
{الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} أي الذين وصفهم ودأبهم الإفساد في الأرض بعمل المعاصي والدعوة إليها إفسادا لا إصلاح فيه وهذا أضر ما يكون لأنه شر محض وكأن أناسا عندهم مستعدون لمعارضة نبيهم موضعون في الدعوة لسبيل الغي فنهاهم صالح عن الاغترار بهم ولعلهم الذين قال الله فيهم {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} فلم يفد فيهم هذا النهي والوعظ شيئا فقالوا لصالح {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} أي قد سحرت فأنت تهذي بما لا معنى له
{مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} فأي فضيلة فقتنا بها حتى تدعونا إلى اتباعك؟ {فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} هذا مع أن مجرد اعتبار حالته وحالة ما دعا إليه من أكبر الآيات البينات على صحة ما جاء به وصدقه ولكنهم من قسوتهم سألوا آيات الاقتراح التي في الغالب لا يفلح من طلبها لكون طلبه مبنيا على التعنت لا على الاسترشاد
فقال صالح {هَذِهِ نَاقَةُ} تخرج من صخرة صماء ملساء ترونها وتشاهدونها بأجمعكم {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} أي تشرب ماء البئر يوما وأنتم تشربون لبنها ثم تصدر عنكم اليوم الآخر وتشربون أنتم ماء البئر
{وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} بعقر أو غيره {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} فخرجت واستمرت عندهم بتلك الحال فلم يؤمنوا واستمروا على طغيانهم
{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} وهي صيحة نزلت عليهم، فدمرتهم أجمعين، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} على صدق ما جاءت به رسلنا، وبطلان قول معارضيهم، {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} .
اسم الکتاب : تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن المؤلف : السعدي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 596
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست