البسملة تقدم الكلام عليها.
يقول الله عز وجل: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين} يعني ما كان الكفار من {أهل الكتاب} وهم اليهود والنصارى، سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وسلّم مع ما فيها من التحريف والتبديل والتغيير، ولكن هم أهل الكتاب، فاليهود لهم التوراة، والنصارى لهم الإنجيل {والمشركين} المشركون هم عبدة الأوثان من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرهم، لم يكن هؤلاء {منفكين} أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر ومنفكين عنه {حتى تأتيهم البينة} والبينة ما يبين به الحق في كل شيء، فكل شيء يبين به الحق فإنه يسمى بينة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «البينة على المدعي» [1] ، فكل ما بان به الحق فهو بينة، ويكون في كل شيء بحسبه، فما هي البينة التي ذكرها الله هنا؟ البينة قال {رسول من الله} وهذا الرسول هو النبي صلى الله عليه وسلّم محمد رسول الله ابن [1] أخرجه الترمزي أبواب الأحكام، باب ما جاء في أن البينة على المدعي (1341) .
اسم الکتاب : تفسير العثيمين: جزء عم المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 276