responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير العثيمين: جزء عم المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 265
أي المذنبون ذنباً عن عمد، وقال تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: 286] .
فقال الله قد فعلت [1] ، ومثل ذلك القاسط والمقسط، القاسط هو الجائر، والمقسط هو العادل، قال الله تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات: 9] . وقال تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} [الجن: 15] . إذاً {خاطئة} أي مرتكبة للإثم عمداً. {فليدع ناديه} اللام هنا للتحدي، يعني إن كان صادقاً وعنده قوة، وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش، وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه، ويتكلمون في شؤونهم فهنا يقول الله عز وجل إن كان صادقاً فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي، كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي. {سندع الزبانية} يعني عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار، وقد وصف الله ملائكة النار بأنهم غلاظ شداد، غلاظ في الطباع، شداد في القوة {لا يعصون الله ما أمرهم} [التحريم: 6] .
بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به {ويفعلون ما يؤمرون} لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله عز وجل {لا يعصون الله ما أمرهم} وأنهم في تمام القدرة {ويفعلون ما يؤمرون} وعدم تنفيذ أمر الله عز وجل إما أن يكون للعجز، وإما أن يكون للمعصية، فمثلاً الذي لا يصلي الفرض قائماً قد يكون للعجز، وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز، بل عندهم قوة وقدرة، وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام

[1] أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب بيان تجاوز الله وتعالى عن حديث النفس (126) (200) .
اسم الکتاب : تفسير العثيمين: جزء عم المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست