اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 150
{الْقَارِعَةُ} اسم فاعل من قرع، والمراد: التي تقرع القلوب وتفزعها وذلك عند النفخ في الصور، والقارعة من أسماء القيامة.
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} هذا زيادة في التفخيم والتعظيم والتهويل للالتفات والتنبيه لهذا اليوم العظيم، أي: القيامة وأي شيء القيامة؟
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} أي يكون الناس من شدة الفزع والهول كالفراش: وهو الحشرة الطائرة المعروفة التي تتساقط على الضوء ليلاً.
{الْمَبْثُوثِ} يعني المتفرق المنتشر، والمعنى: أن الناس في يوم القيامة يسيرون على غير هدى في كل اتجاه لشدة الهول حتى يحشروا إلى الموقف.
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} هذا هو الوصف الثاني من صفات ذلك اليوم المهول، أي: تصير وتتحول الجبال العظيمة الراسية إلى عهن منقوش، أي: تكون كالصوف الذي نفش بالندف، والمنقوش: المبعثر الذي تفرقت أجزاؤه.
ثم ذكر سبحانه أحوال الناس عند المحاسبة في الموقف، وتفرقهم فريقين على جهة الإجمال.
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}.
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} فإن من ثقلت موازينه وهي أعماله الصالحة، رجحت حسناته على سيئاته.
{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} في الجنة، إنها عيشة طيبة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كل وجه في جنات الخلد والنعيم.
اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 150