اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 498
{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا} قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} في المعني بذلك أربعة أقاويل: أحدها: أنه عَنَى وُلاَةَ أمور المسلمين , وهذا قول شهر بن حَوْشَبٍ , ومكحول , وزيد بن أسلم. والثاني: أنه أمر السلطان أن يعظ النساء , وهذا قول ابن عباس. والثالث: أنه خُوْطِبَ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان بن أبي طلحة , أن يرد عليه مفاتيح الكعبة , وهذا قول ابن جريج. والرابع: أنه في كل مَؤْتَمنٍ على شيء , وهذا قول أُبَيّ بن كعب , والحسن , وقتادة. وقد روى قتادة عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَدِّ الأَمَانَةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَك).
والجواب الثالث: أن الجلود المُعادَةَ إنما هي سرابيلهم من قبل أن جعلت لهم لباساً , فسماها الله جلوداً , وأنكر قائل هذا القول أن تكون الجلود تحترق وتعاد غير محترقة , لأن في حال احتراقها إلى حال إعادتها فناءَها , وفي فنائها راحتها , وقد أخبر الله تعالى: أنهم لا يموتون ولا يخفف عنهم العذاب.
اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 498