اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 154
{وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون} قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُ مِّن دِيَارِكُمْ} أما النفس فمأخوذة من النفاسة , وهي الجلالة , فنفس الإنسان أنفس ما فيه , وأما الديار فالمنزل , الذي فيه أبنية المقام , بخلاف منزل الارتحال , وقال الخليل: كل موضع حَلَّهُ قوم , فهو دار لهم , وإن لم يكن فيه أبنية. فإن قيل: فهل يسفك أحد دمه , ويخرج نفسه من داره؟ ففيه قولان:
وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ} يعني في التوراة بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم. ويقال الميثاق الأول (حين أُخرِجوا) من صلب آدم. {وَقُولُوا للِنَّاسِ حُسْناً} فمن قرأ حَسَناً , يعني قولاً صدقاً في بعث محمد صلى الله عليه وسلم , وبالرفع , أي قولوا لجميع الناس حسناً , يعني خالقوا الناس بِخُلُقٍ حسن.
اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 154