اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 152
وفي قوله تعالى: {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً} تأويلان: أحدهما: ليأخذوا به عرض الدنيا , لأنه قليل المدة , كما قال تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} وهذا قول أبي العالية. والثاني: أنه قليل لأنه حرام. {وَوَيلٌ لَّهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ} فيه وجهان: أحدهما: من تحريف كتبهم. والثاني: من أيام معاصيهم.
{وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون} قوله تعالى: {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} والفرق بين اللمس والمس , أن مع اللمس إحساساً. وفي الأيام المعدودة قولان: أحدهما: أنها أربعون يوماً , وهذا قول قتادة , والسدي , وعكرمة , وأبي العالية , ورواه الضحاك عن ابن عباس , ومن قال بهذا اختلفوا في تقديرهم لها بالأربعين: فقال بعضهم: لأنها عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل. وقال ابن عباس: أن اليهود يزعمون أنهم , وجدوا في التوراة مكتوباً , أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة , وهم يقطعون مسيرة كل سنة في يوم , فإذا انقطع المسير انقضى العذاب , وهلكت النار , وهذا قول من قدر (المعدودة) بالأربعين. والقول الثاني: أن المعدودة التي تمسهم فيها النار سبعة أيام , لأنهم
اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 152