اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 149
{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} قوله تعالى: {وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ} فيه قولان: أحدهما: أن الأُمّي: الذي لا يكتب ولا يقرأ , وهو قول مجاهد وأظهرُ تأويله.
العرب , بما عُذِّبَ به (آباؤهم) , فقال بعضهم لبعض , أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب , وهذا قول السدي. وفي {فتح الله} وجهان: أحدهما: بما علمكم الله. والثاني: بما قضاه الله , والفتح عند العرب القضاء والحكم , ومنه قول الشاعر:
(ألا أبلغ بني عُصُم رسولاً ... بأني عن فِتاحِكُم غنيُّ)
ويُقَالُ للقاضي: الفتّاح , ومنه قوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَح بَيْنَنَا وَبَينَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 89]. قوله تعالى: {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُم} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُم} , فَحُذِفَ ذكُر الكتاب إيجازاً. والثاني: {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُم} فتظهر له الحُجَّة عليكم , فيكونوا أولى بالله منكم , وهذا قول الحسن. والثالث: {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُم} يوم القيامة , كما قال تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُم يَومَ القيِامَةِ عِنْدَ رَبِّكُم تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31].
اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 149