responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي    الجزء : 1  صفحة : 108
والمؤنث , والعداوة مأخوذة من المجاوزة من قولك: لا يَعْدوَنَّكَ هذا الأمْرُ , أيْ لا يُجاوِزَنَّكَ , وعداهُ كذا , أي جازوه , فَسُمِّيَ عَدُوّاً لمجاوزةِ الحدِّ في مكروه صاحبه , ومنه العَدْوُ بالقَدَم لمجاوزة المشْيِ , وهذا إخبار لهم بالعداوة وتحذير لهم , وليس بأمر , لأن الله تعالى لا يأمر بالعداوة. واخْتُلِفَ في الَّذينَ قِيلَ لهم: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عدُوٌّ} , على قولين: أحدهما: أنهم الذين قيل هلم اهبطوا , على ما ذكرنا من اختلاف المفسرين فيه. والثاني: أنهم بنو آدم , وبنو إبليس , وهذا قول الحسن البصري. قوله عز وجل: {وَلَكُمْ في الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ} فيه تأويلان: أحدهما: أن المستقر من الأرض موضع مقامهم عليها , لقوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَاراً} [غافر: 64] , وهذا قول أبي العالية. والثاني: أنه موضع قبورهم منها , وهذا قول السُّدِّيِّ. قوله عز وجلَّ: {وَمَتَاعٌ إلى حينٍ}: والمتاع كل ما اسْتُمْتِعَ به من المنافع , ومنه سُمِّيَتْ متعة النكاح , ومنه قوله تعالى: {فَمَتِّعُوهُنَّ} [الأحزاب: 49] , أي ادفعوا إليْهِنَّ ما ينتفعْنَ به , قال الشاعر:
(وَكُلُّ غَضَارَةٍ لَكَ من حَبِيب ... لها بِكَ , أو لَهَوْتَ بِهِ , مَتَاعُ)
والحين: الوقت البعيد , ف (حِينئِذٍ) تبعيد قولِكَ: (الآن) , وفي المراد بالحين في هذا الموضع ثلاثة أقاويل: أحدها: إلى الموت , وهو قول ابن عباس والسُّدِّيِّ. والثاني: إلى قيام الساعة , وهو قول مجاهد. والثالث: إلى أجلٍ , وهو قول الربيع.

{فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم

اسم الکتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون المؤلف : الماوردي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست