اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 719
بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوبون بما يرون من دولة الإسلام ولاهم يذكرون بما يقع بهم من الاصطدام
وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)
{وإذا ما أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ} تغامزوا بالعيون إنكاراً للوحي وسخرية به قائلين {هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ} من المسلمين لننصرف فإنا لا نصير على استماعه ويغلبنا الضحك فنخاف الافتضاح بينهم أو إذا ما أنزلت سورة في عيب المنافقين أشار بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد إن قمتم من حضرته عليه السلام {ثُمَّ انصرفوا} عن حضرة النبي عليه السلام مخافة الفضيحة {صَرَفَ الله قُلُوبَهُم} عن فهم القرآن {بِأَنَّهُمْ} بسبب أنهم {قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} لا يتدبرون حتى يفقهوا
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)
{لقد جاءكم رسول} محمد صلى الله عليه وسلم {مّنْ أَنفُسِكُمْ} من جنسكم ومن نسبكم عربي قرشي مثلكم {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} شديد عليه شاق لكونه بعضا منكم عنتكم ولقاءكم المكروه فهو يخاف عليكم الوقوع في العذاب {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} على إيمانكم {بالمؤمنين} منكم ومن غيركم {رؤوف رَّحِيمٌ} قيل لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} فإن أعرضوا عن الإيمان بك وناصبوك {فَقُلْ حَسْبِيَ الله} فاستعن بالله وفوض إليه أمورك فهو كافيك معرتهم وناصرك عليهم {لا إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} فوضت أمرى إليه {وهو رب العرش} هو أعظم خلق الله خلق مطافاً لأهل السماء وقبلة للدعاء {العظيم} بالجر وقرىء بالرفع على نعت الرب جل وعز عن أبيّ آخر آية نزلت لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ الآية
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 719