اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 627
بقوله صل من قطعك واعط ن حرمك واعف عمن ظلمك وعن الصاقد أمر الله نبيه عليه السلام بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
{وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ} وإما ينخسنك منه نخس أى بأن يحملك بوسوسته فلى خلافما أمرت به {فاستعذ بالله} ولا تطعه والنزغ النخس كأنه ينخس حين يغريهم على المعاصى وجعل النزغ نازغا كما قيل جدجده أو أريد بنزغ الشيطان اعتراء الغضب كقوله أبى بكر رضى الله عنه أن لى شيطانا يعترينى {إنه سميع} لنزعه {عليم} بدفعه
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان} طيف مكى وبصرى
الأعراف 190 195 وعلى أى لمة مصدر من قولهم طاف به الخيال يطيف طيفاً وعن أبي عمرو هما واحد وهي الوسوسة وهذا تأكيد لما تقدم من وجوب الاستعاذة بالله عند نزغ الشيطان وأن عادة المتقين إذا أصابهم أدنى نزغ من الشيطان وإلمام بوسوسته {تَذَكَّرُواْ} ما أمر الله به ونهى عنه {فإذا هم مبصرون} فابصورا السدسد ودفعوا وسوسته وحقيقته أن يفروا منه إلى الله فيزدادوا بصيرة من الله بالله
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)
{وإخوانهم} وأما إخوان الشياطين الإنس فإن الشياطين {يَمُدُّونَهُمْ فِى الغى} أي يكونون مددا لهم فهي ويعضدونهم يَمُدُّونَهُمْ من الإمداد مدني {ثُمَّ لاَ يقصرون} ثم لا يسمكون عن اغوائهم حتى يصروا ولا يرجعوا وجازان يراد الغخوان الشياطين ويرجع الضمير المتعلق به إلى الجاهلين والاول أوجه لأن غخوانهم في مقابلة الذين اتقوا وإنما جمع الضمير في إخوانهم والشيطان مفرد لأن المراد به الجنس
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 627