اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 626
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)
{خُذِ العفو} هو ضد الجهد أي ما عفا لكم من اخلاق الناس وأفعلاهم ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم حتى لاي ينفروا كقوله عليه السلام يسروا ولا تعسروا {وَأْمُرْ بالعرف} بالمعروف والجميل من الأفعال أو هو كل خصلة يرتضيها العقل ويقبلها الشرع {وأعرض عن الجاهلين} ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم واحلم عليهم وفسرها جبريل عليه السلام
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)
{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ ينظرون إليك} يشبهون الناظرين اليك لأنهم صورا أصنامهم بصورة من قلب حدقبه إلى الشئ ينظر إليه {وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} المرئي
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)
{والذين تَدْعُونَ مِن دُونِهِ} من دون الله {دونه لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ}
بها {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذان يسمعون بها} أى فلم تعبدون ماهو دونكم {قُلِ ادعوا شُرَكَاءكُمْ} واستعينوا بهم في عداوتى {ثم كيدون} جميعا انتم وشركاؤكم بالياء يعقوب وافقه أبو عمرو في الوصل {فَلاَ تُنظِرُونِ} فإني لا أبالي بكم وكانوا قد خوفوه ى لهتم فأمر أن يخاطبهم بذلك وبالياء يعقوب
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)
{إِنَّ وَلِيّىَ} ناصري عليكم {الله الذى نَزَّلَ الكتاب} أوحى إلى واعزتى برسلاته {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصالحين} ومن سنته أن ينصر الصالحين من عباده ولا يخذلهم
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 626