اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 552
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)
{قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبّاً} جواب عن دعائهم له على عبادة آلهتهم والهمزة للإنكار أي منكر أن أطلب رباً غيره وتقديم المفعول للإشعار بأنه أهم {وهو رب كل شيء}
الأنعام 158 159 وكل من دونه مربوب ليس في الوجود من له الربوبية غيره {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا} جواب عن قولهم اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} أي لا تؤخذ نفس آثمة
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
{لاَ شَرِيكَ لَهُ} في شيء من ذلك {وبذلك} الإخلاص {أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المسلمين} لأن إسلام كل نبيٍ متقدم على إسلام أمته
أنه أقيم صفة الجنس المميز مقام الموصوف {وَمَن جَاء بالسيئة فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بنقص الثواب وزيادة العقاب
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
{قل إن صلاتي ونسكي} أى عبادتى والنسك العابد أو ذبحي أو حجي {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} وما أتيته في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعلم الصالح {لله رب العالمين} خالصة لوجهه محياى وَمَمَاتِي بسكون الياء الأول وفتح الثاني مدني وبعكسه غيره
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبّي} رَبّي أبو عمرو ومدني {إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ دِينًا} نصب على البدل من محل إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ لأن معناه هداني صراطاً بدليل قوله {وَيَهْدِيَكُمْ صراطا مستقيما} فيما فيعل من قام كسدي من ساد وهو أبلغ من القائم قَيِّماً كوفي وشامي وهو مصدر بمعنى القيام وصف به {مِلَّةِ إبراهيم} عطف بيان {حَنِيفاً} حال من إِبْرَاهِيمَ {وَمَا كَانَ مِنَ المشركين} بالله يا معشر قريش
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 552