اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 532
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)
{وتمت كلمة رَبِّكَ} أي ما تكلم به كلمات رَبّكَ حجازى وشامى وأبو عمرو أى ثم كل ما أخبر به وأمر ونهي ووعد وأوعد {صِدْقاً} في وعده ووعيده {وَعَدْلاً} في أمره ونهيه وانتصبا على التمييز أو على الحال {لاَ مُبَدّلَ لكلماته} لا أحد يبدل شيئاً من ذلك {وَهُوَ السميع} لإقرار من أقر {العليم} بإصرار من أصر أو السميع لما يقولون العليم بما يضمرون
فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118)
{فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسم الله عَلَيْهِ إِن كنتم بآياته مؤمنين} هو مسبب على إنكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال وذلك أنهم كانوا يقولون للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تعبدون الله فما قتل الله أحق أن تأكلوا مما قتلتم أنتم فقيل للمسليمن إن كنتم متحققين بالإيمان فكلوا مما ذكر اسم
أو فلا تكونن من الممترين في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ولا يربك جحودا اكثرهم وكفرهم به
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض} أي الكفار لأنهم الأكثرون {يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله} دينه {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن} وهو ظنهم أن آباءهم كانوا على الحق فهم يقلدونهم {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} يكذبون في أن الله حرم عليهم كذا وأحل لهم كذا
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين} أي هو يعلم الكفار والمؤمنين من رفع بالابتداء ولفظها لفظ الاستفهام والخبر يضل وموضع الجملة نصب بيعلم المقدر لا باعلم لأن أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب ويعمل الجر وقيل تقديره أعلم بمن يضل بدليل ظهور الباء بعده فى المهتدين
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 532