اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 525
لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} وإنما قيل يعلمون ثم ويفقهون هنا لأن الدلالة ثمّ أظهر وهنا أدق لأن إنشاء الإنس من نفس واحدة وتصريفهم بين أحوال مختلفة أدق فكان ذكر الفقه الدال على تدقيق النظر أوفق
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)
{وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً} من السحاب مطراً {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} بالماء {نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} نبت كل صنف من أصناف النامي أي السبب وهو الماء واحد والمسببات صنوف مختلفة {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ} من النبات {خَضِْرًا} أي شيئاً غضاً أخضر يقال أخضر وخضر وهو ما تشعب من أصل النبات الخارج من الحبة {نُّخْرِجُ مِنْهُ} من الخضر {حَبّاً مُّتَرَاكِباً} وهو السنبل الذى تراكب فيه حبه {ومن النخل من طلعها قنوان} وهو جمع قنو وهو العذق نظيره صنو وصنوان {دانية} من المجتنى لا نحنائها يثقل حملها أو لقصر ساقها وفيه اكتفاء أي وغير دانية لطولها كقوله سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر {وجنات} بالنصب عطفاً على نَبَاتَ كُلّ شَيْءٍ أي وأخرجنا به جنات {مِّنْ أعناب} أي مع النخل وكذا {والزيتون والرمان} وجنات بالرفع الأعشى أي وثم جنات من أعناب أي مع النخل {مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ متشابه} يقال اشتبه الشيئان وتشابها نحو استويا وتساويا والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا أو تقديره والزيتون متشابهاً وغير متشابه والرمان كذلك يعني بعضه متشابه وبعضه غير متشابه في القدر واللون والطعم {انظروا إلى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ} إذا أخرج ثمره كيف يخرجه ضعيفاً لا ينتفع به {وَيَنْعِهِ} ونضجه أي انظروا إلى نضجه كيف يعود شيئا جامعا لمنافع نظراعتبار واستدلال على قدرة مقدره ومدبره وناقله من حال إلى حال {إِنَّ فِي ذلكم لآيات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ثَمَرِهِ وكذا ما بعده حمزة
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 525