اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 518
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ} معبوداتكم وهي مأمونة الخوف {وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ} بإشراكه {عَلَيْكُمْ سلطانا} حجة إذ الإشراك لا يصح أن يكون عليه حجة والمعنى وما لم تفكرون عليّ الأمن في موضع الأمن ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف {فَأَيُّ الفريقين} أي فريقي الموحدين والمشركين {أَحَقُّ بالأمن} من العذاب {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ولم يقل فأينا احترازاً من تزكية نفسه
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)
ثم استأنف الجواب عن السؤال بقوله {الذين آمنوا وَلَمْ يَلْبِسُواْ إيمانهم بِظُلْمٍ} بشرك عن الصديق رضى الله عنه {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ثم كلام إبراهيم عليه السلام
{وَسِعَ رَبّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} فلا يصيب عبداً شيء من ضر أو نفع إلا بعلمه {أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} فتميزوا بين القادر والعاجز
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا} إشارة إلى جميع ما احتج به إبراهيم عليه السلام على قومه من قوله فلما جن عليه الليل إلى وهم مهتدون {آتيناها إبراهيم على قَوْمِهِ} وهو خبر بعد خبر {نَرْفَعُ درجات مَّن نَّشَاءُ} في العلم والحكمة وبالتنوين كوفي وفيه نقض قول المعتزلة في الأصلح {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} بالرفع {عَلِيمٌ} بالأهل
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 518