اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 505
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أتاكم عَذَابُ الله بَغْتَةً} بأن لم تظهر أماراته {أَوْ جَهْرَةً} بأن ظهرت أماراته وعن الحسن ليلاً أو نهاراً {هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الظالمون} ما يهلك هلاك تعذيب وسخط إلا الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بربهم
قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)
{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ الله} أي قسمه بين الخلق وأرزاقه ومحل {وَلا أَعْلَمُ الغيب} النصب عطفاً على محل عِندِي خَزَائِنُ الله لأنه من جملة المقول كأنه قال لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول {وَلآ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ} أي لا أدعي ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وعلم الغيب ودعوى الملكية وإنما أدعي ما كان لكثير من البشر وهو النبوة {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ} أي ما أخبركم إلا بما أنزل الله علي {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير} مثل للضال والمهتدي أو لمن اتبع ما يوحى إليه
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)
{وَمَا نُرْسِلُ المرسلين إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} بالجنان والنيران للمؤمنين والكفار ولن نرسلهم ليقترح عليهم الآيات بعد وضوح أمرهم بالبراهين القاطعة والأدلة الساطعة {فمن آمن وَأَصْلَحَ} أي داوم على إيمانه {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فلا خوف يعقوب
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)
{والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب}
جعل العذاب ماسا كأنه حى يفعل يهم ما يريد من الآلام {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله تعالى بالكفر
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 505